”طاش”.. تناقضات بـ”الجملة” واستغلال المشاهد بـ”الكوميديا الفارغة “
خرجت حلقة “طاش” الليلة “هجرة الرجال” بجملة من التناقضات، التي تدفع من بابٍ نقدي لفتح المجال للأسئلة، لا سيما أن التناقض يُعتبر “فاضحاً” غير مستتر، بل ويعطي إشارات على فراغ الفكرة من أدنى رتابة درامية.
والتناقض المقصود في الحلقة التي حاكت غزواً نسائياً للأرض، على حساب القضاء على الرجل، بشكل فكاهي، يفتقد للمضمون، ومسببات الفكرة، هو تغافل فريق العمل “الكتابي” في طاش، أو ورشة النص، عن خلل على خط سير حلقات البرنامج، إذ إن حلقة يوم الاثنين الماضي، احتوت على انتقادات لاذعة لمن يُدعون “مشاهير” السوشال ميديا، والتي تم عنونتها بـ”بائع محتوى”، بينما كان أبطال من حلقة الليلة، من ضمن “المشاهير” الذين تم انتقادهم قبل أيام.
وفي ذلك المشهد، يتضح أمران؛ الأول: انتهاج تقديم المنتج بطريقة تُحاكي “سد الفراغ”، دون النظر إلى المضمون الدرامي، الذي ينتظره الجميع. والثاني: تسطيح عقلية وذهنية المشاهد، وتصور أنه لا يرقى لأن يكون مراقباً يُجيد التمييز بين الغثّ والسمين. إن الفنون بمجملها، تعتبر ضمن الصور التي تعكس تحضر الشعوب ووعيها، وتعطي تصوراً واضحاً عن الحالة الاجتماعية للشعوب، ما إذا كانت واعيةً، أو يُمكن إجراء عمليات “تمرير” على ذهنية أفرادها، دون إعارة أدنى اعتبار للوعي الجمعي، الذي بات المجتمع المحلي في المملكة والخليج على أقل تقدير، يعيشه ويسير في إطاره؛ وهذا ما يمكن أن يدخل في إطار استغلال المشاهد، وتضليله، بـ”الكوميديا الفارغة”.