بن لادن والإدارة الأميركية.. قصة صورة تروج لمؤامرة
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة صورة قيل إنّها تُظهر الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن في اجتماع مع مسؤولين أميركيين من بينهم الرئيس السابق جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ووزير الدفاع ديفيد رامسفيلد.
وتهدف هذه الصورة إلى تعزيز فكرة يُروّج لها البعض بوجود تعاون وثيق على أعلى المستويات بين الإدارة الأميركية والمجموعات الإسلاميّة المتشدّدة.
لكن هذه الصورة مركّبة.
وتُظهر الصورة ما يبدو أنّه اجتماع بحضور كبار إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى جانب أسامة بن لادن.
وجاء في التعليقات “الرئيس جورج بوش الصغير و كوندوليزا رايس ووزير الدفاع رامسفيلد، مع شخص ملتح من هو؟”.
وأضافت المنشورات “هذه هي الحقيقة”.
حرب أم مؤامرة؟
وفي الثاني من مايو 2011، بعد عشر سنوات على غزو أفغانستان إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر، أعلنت الولايات المتّحدة أن وحدة كوماندوس أميركية تمكّنت من قتل أسامة بن لادن في باكستان.
لكن كثيراً ما تظهر مقولات في العالم العربي والإسلامي تتحدّث عن علاقات خفيّة لتنظيم القاعدة مع واشنطن لتنفيذ “مؤامرة” على المنطقة.
وفي هذا السياق، ظهرت هذه الصورة التي قيل إنّها تُظهر بن لادن في اجتماع مع مسؤولي إدارة جورج بوش.
حقيقة الصورة
بيد أنّ هذه الصورة مركّبة، فالتفتيش عنها على محرّكات البحث يُرشد إلى النّسخة الأصليّة منها منشورة على موقع وزارة الدفاع الأميركية، وهي ملتقطة عام 2001.
وتخلو هذه الصورة الأصليّة بطبيعة الحال من صورة أسامة بن لادن، ويظهر مكانه فيها نائب وزير الدفاع آنذاك بول وولفويتز.
وقد عمد مروّجو الخبر المضلّل لإبدال صورته بصورة لأسامة بن لادن للإيحاء بأنّه كان حاضراً في ذاك الاجتماع.
وسبق أن انتشرت في السنوات السابقة صورة قيل إنّها تُظهر كوندوليزا رايس مع أسامة بن لادن، لكن تقريراً لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس أظهر زيف هذا الاّدعاء.