قال الكاتب أحمد عجب في مقال له بعنوان “ما حضـر إلا 5 طـلاب!”، المنشور بصحيفة “المدينة”: لقد بحت أصواتنا وجفت أقلامنا، ونحن نحاول إيضاح صعوبة دوام الطلبة في رمضان، سواء من حيث تكوينهم البدني الهزيل، الذي يصعب عليه الملاءمة بين السهر حتى الفجر والاستيقاظ بعد ساعتين للتوجه للمدرسة، وبين مواجهة الجوع والعطش ومحاولة استيعاب المناهج المعقدة، أو من حيث جملة الظروف المحيطة: كالشوارع المزدحمة، مشاغل أرباب العائلة، الطقوس الروحانية، تشتت الذهن لدى بعض الكوادر التعليمية المتضجرة.
وأضاف: لقد انحدر الانضباط المدرسي هذا العام لأدنى مستوياته، وتتحمل إدارة التعليم الجزء الأكبر من المسؤولية، كونها لم تحسن تنسيق إجازاتها، ولم تفعل الدراسة عن بعد، ولم تختر الساعة المناسبة لانطلاق اليوم الدراسي، ما دفع بعض الكوادر التعليمية لتمرير فكرة الغياب الضمنية، ودفع حزب الأمهات الماكرات لتنظيم حملات الغياب الجماعية، ودفع الطلبة الملتزمين لركوب موجة الغياب الدارجة، تحت ذريعة: (ما حضر إلا 5 طلاب).
وأكمل: ماذا لو تم تنظيم الإجازات الفصلية، وتأخير بدء الإجازة التي سبقت الفصل الثالث وقوامها عشرة أيام، بدلاً من منتصف شعبان تكون مع غرة رمضان، ماذا لو تم تنظيم الإجازات المطولة، بحيث تقع إحداها (يومين مع الويكند) بمنتصف رمضان، ألن تخفف من حدة الدوام وتضفي الشرعية على الغياب.
وزاد: ماذا لو تم التعامل مع طقوس رمضان الدينية،الروحانية، التي تتطلب تضافر الجهود لتذليل عقباتها وتجاوز ظروفها، من خلال تفعيل الدراسة عن بعد، أو الطريقة المدمجة -يومين حضوري وثلاثة أيام عن بعد- ألن تساعد في تخفيف الإرهاق البدني، وتنشيط الوعي الذهني، وإيصال المادة التعليمية.
وتابع: ماذا لو تم التحرر من الأفكار النمطية والعادات التقليدية، وتم اختيار الساعة 12 ظهراً، موعداً لانطلاق اليوم الدراسي برمضان على أن ينتهي 4 عصراً، ألن يساعد ذلك الطلاب بأخذ كفايتهم في النوم بعد السحور، ويخفف من اختناقات الحركة المرورية، ويسهم في الاستفادة من فترة الظهرية الميتة.
واختتم: أنا لا أدعي العبقرية، ولا ابتكار الحلول الخارقة، وتظل أفكاري بسيطة قابلة للمناقشة، المهم أن لا نقف مكتوفي الأيدي عاجزين عن إيجاد الحلول الناجعة، حتى لو اضطررنا للاستعانة بالكوادر التعليمية لتمرير فكرة تنظيم الإجازات الفصلية والمطولة، وبحزب الأمهات الماكرات لتنظيم حملة الدراسة عن بعد أو الطريقة المدمجة، وبالطلبة المبزوطين لركوب موجة الحضور المبتكرة، تحت ذريعة: (ما غاب إلا 5 طلاب).