جائزة أ. د. عبدالله الفيصل للتفوق في المحاسبة قل نظرياتها في العالم العربي

حاوره/ خالد محمد

تمثل جائزة أ.د. عبدالله الفيصل للتفوق في المحاسبةلخريجي الجامعات السعودية، خطوة مهمة، ومحفز جيدللمتميزين من خريجي الجامعات، وهي جاءت كمبادرة منالأستاذ الدكتور عبدالله الفيصل من رغبة جادة منهللمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة، ودعمالعمل المحاسبي.

الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالله آل عباس رئيس الجائزة، عضو مجلس الشورى وقد تولى عدداً من المناصب فيجامعة الملك خالد والملك سعود، تحدثنا معه في هذا اللقاءالموسع عن أهداف الجائزة، وماذا تريد أن تحقق، وكيفتساهم في دعم الشباب، العمل المحاسبي، عبر هذهالسطور.

جائزة أ.د. عبدالله الفيصل للتفوق في المحاسبة لخريجيالجامعات السعودية، جائزة متميزة قل نظرياتها في العالمالعربي، فهي تحمل اسم عزيز علينا كمحاسبين سعوديين، وهواسم معالي الأستاذ الدكتور عبدالله الفيصل الذي له باعطويل في نشر عمل المحاسبة، بل هو من المؤسسين لهذا العلمفي المملكة، ولاتزال كتبه وأبحاثه من المقررات الهامة في كلياتالأعمال، من جانب آخر فإن للجائزة أهمية كبيرة لتخصصالمحاسبة نفسه والذي له أهمية كبرى في الاقتصاد في أيبلد، لذلك فإن الاهتمام بنوعية الخريجين والتميز بينهم هو فيالحقيقة دعم غير مباشر للاقتصاد الوطني، ذلك أن الاهتمامبخريجي المحاسبة يضمن بإذن الله جودة كل الأرقام الماليةالتي تعتمد عليها قرارات كافة المشاركين في العمليةالاقتصادية، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص أو حتىالقطاع غير الربحي، ولا يخفى أن القرار الناجح لتخصيصالموارد إنما هو نتيجة للمعلومات المالية الجيدة التي يعدهامحاسبة متميز، هنا تظهر بوضوح أهمية هذه الجائزة، فهيتلفت النظر لأهمية التميز في المحاسبة من جانب وتلفت النظرإلى دور هذا التميز وضرورة الاهتمام به والتنافس عليه، أضفإلى ذلك أن الجائزة تحفز الكليات و الجامعات السعودية علىالتميز، من حيث تنوع المستويات الأكاديمية التي تقدمها، فالجائزة تهتم بالتميز في البكالوريوس، وفي الماجستير وكذلكالدكتوراه، فهي بذلك تشجع الجامعات على التنافس في تقديمهذه البرامج، كما أن الجائزة لم تغفل الاهتمام بالشهادةالمهنية، حيث خصصت لها فرع من فروع الجائزة لمن حصلواعلى التميز في شهادة زمالة الهيئة السعودية للمراجعينوالمحاسبين (SCOPA)، ولا شك أن في هذا تشجيع كبيرللحصول على هذه الشهادة المهنية المهمة.

من المعلوم أن كافة جوائز التميز في عامها الأول لا تحظىبالكثير من الاهتمام، نظراً لحداثتها، هذا ما توقعناه على الأقلمع جائزة أ.د. عبدالله الفيصل للتفوق في المحاسبة لخريجيالجامعات السعودية لكن الإقبال كان كبيراً مقارنة بحداثةالجائزة وعامها الأول، وفي كافة فروع الجائزة، بل إنالتنافسية كانت شديدة، مع تنوع جغرافي كبير، فلم تنحصرقائمة المتقدمين للجائزة على منطقة أو مدينة، بل تنوعت لتشكلكافة الجامعات السعودية تقريباً، وهذا نجاح كبير للجائزة فيعامها الأول، ولا شك أن الفرق المساعدة في الجائزة كان لهاأثر كبير في نشر الجائزة بين الخريجين، فلهم مني كرئيسلمجلس إدارة الجائزة كل الشكر والتقدير.

جوائز التميز العلمي مهمة جداً من عدة جوانب، فأولاً هي تدعمالتميز والمتميزين، وهذا يعزز من  اقتصاد المعرفة عموماً، والذي يرتكز على مفاهيم رأس المال البشري، فالجوائز العلميةوجوائز التميز تعمل على اكتشاف المواهب وإبرازها ودعمها، كما أن جوائز التميز تعمل – وهذا ثانياً – على مقابلة المسؤوليةالاجتماعية للمؤسسات المختلفة، ذلك لأن دعم المتميز والأخذبيده و إبرازه للمجتمع يتطلب جهدا، ويتطلب العديد منالمسؤوليات من بينها أن تكون فروع الجائزة مما يخدم الوطن واقتصاده، ومما يبرز التخصصات المستهدفة وجذب الشبابإليها، فالجوائز ذات أثر متعدي، حيث أنها تلفت انتباه المجتمعللتخصصات التي يبحث عنها الاقتصاد، كما أنها تبرزالجهات التي تقدم هذه التخصصات، مما يعزز الطلب الكليعليها، وهذا مهم ويتطلب جهودا صادقة ومخلصة، ولهذا فإنه لايهتم بمثل هذه الجوائز ويدعمها إلا المخلصون الذين يضعونمصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويقدمون الغالي و النفيس منأجل تنميته والاهتمام بشبابه وأبنائه وبناته، ثالثاً: وكما أشرتأعلاه فإن جوائز البحث العلمي تعزز من تنمية رأس المالالبشري وتنمية اقتصاد المعرفة، وهذا هو الذي يحققللمجتمعات قفزات نوعية في مجالات الابتكار والتحسينالمستمر، وهو ما تتنافس عليه الاقتصاديات المتقدمة اليوم.  

هناك الكثير من المحطات الهامة، أبرزها: كان تحولي منتخصص الهندسة إلى تخصص المحاسبة والذي لفت انتباهيله أحد الأصدقاء في السكن الجامعي، فلم ينتهي الفصلالدراسي إلا وقد طلبت التحويل لقسم المحاسبة، وتظل فتراتالدراسة من مرحلة البكالوريوس وحتى الدكتوراه مليئةبالتحديات والمفاجآت، ويبقى في الذاكرة أسماء الأستاذةالكبار مثل أ.د عبدالله الفيصل، لهم أثر كبير في حبنا لهذهالمهنة تعلقنا بها.  

مع خالص الشكر والتقدير لحسن الظن بي، فإني أنصحنفسي والطلاب والشباب بدراسة سيرة الأساتذة الكبار منأمثال أ.د عبدالله الفيصل، وجهود أولئك المبرزين الذين بذلواجهوداً كبيرة في بناء مهنة المحاسبة في المملكة، وكللتجهودهم جميعا بإنشاء الجمعية السعودية للمحاسبة وكذلكالهيئة السعودية للمحاسبة والمراجعة، فهذه السير ملهمة جداً، ومحفزة لجعل الشباب يمسكون بزمام المبادرة من أجل تطويرالمهنة في المملكة وخاصة في ظل تحديات جديدة مثلالتحديات التي أفرزها الذكاء الاصطناعي، و العملات الرقيمة، وشركات التمويل الرقمية.  

لقد كانت ابرز التحديات التي واجهتها، في القدرة على فهمالتنوع الواسع من الخيارات و البدائل التي تقدمها المعاييرالمحاسبية، لقد تطلب هذا فهم واسع للعلاقات بين علومالاقتصاد والإدارة والاقتصاد السياسي لفهم الأثر البعيد لكلبديل محاسبي، كما أن التحولات الكبيرة في بيئات الأعمالبشكل يجعل من الصعب جداً تعليم الطلاب على كافة هذهالتحولات وتتبع آثارها في سنوات الدراسة، مما يخلق فجواتبين ما تعلمه الطالب وبين ما يشهده في بيئة الأعمال عندالتخرج، فالممارسات كثيرة بشأن تحقق الإيراد مثلاً، والشركات أصبحت تبرم العقود بطرق مبتكرة، وهذا يزيد منتعقيد العمليات وفهم المعالجة الصحيحة التي تعكس الحدثالاقتصادي الحقيقي. للتغلب على هذه التحديات لابد من البقاءفي صفوف التلاميذ والتعليم المستمر، والاهتمام بحضورالندوات والمؤتمرات ذات الصلة بهذه التحولات، كما لابد منمتابعة الأحداث الاقتصادية وفهم الأسباب الكامنة خلف إعادةتعديل المعيار المحاسبي والخلفيات الاقتصادية التي أدت لذلك.  

يزخر تخصص المحاسبة اليوم بالعديد من المجالات التي تجدلها سوق رائجة وطلباً فعالاً، ولكن هناك أيضاً منافسة كبيرة، ولابد لأبنائنا من إثبات مهاراتهم ودرايتهم بالحصول علىالشهادات الأكاديمية بأفضل الدرجات وأيضا الحصول علىالشهادات المهنية ذات الصلة وهي كثيرة ومتوفرة في السعوديةلله الحمد، لكن أيضا أنصح الشباب لفهم التحديات التيأنتجها ظهور الذكاء الاصطناعي، وقدرته على دعم القراروتحليل البيانات الكبيرة، فالمحاسبة كانت ولا تزال مهمة لصانعالقرار من خلال ما توفره من بيانات وتحليلات مالية، ولكنظهور الذكاء الاصطناعي قد يشك تحديات لهذه الأعمال.  

بداية أسال التوفيق والسداد دوما، ويسعدني أن أكون قدقدمت من خلال العمل في مجلس إدارة هذه الجائزة كل مايرضى الله جل وعلا أولاً، ثم يرضي راعي هذه الجائزةأستاذنا الدكتور عبدالله الفيصل الذي ندين له بالكثير ونسألالله أن يجعل ما يقدمه من خدمات لهذه المهنة وهذا البلاد فيميزان حسناته.

أشكر زملائي في مجلس إدارة الجائزة وكذلك الكادر الإداريلكليات الشرق العربي على ما قدموه من دعم لي شخصياوللجائزة من أجل أن تظهر بالشكل الذي يليق بها، وبهذاالوطن وبهذه المهنة العريقة، كما أسال الله التوفيق لكلالفائزين في مسيرتهم المهنية وأن تكون الجائزة مفتاحا لهملمزيد من التقدم والرقي.

جائزة أ. د. عبدالله الفيصل للتفوق في المحاسبة لخريجيالجامعات السعودية

جائزة أ. د. عبدالله الفيصل للتفوق في المحاسبة لخريجيالجامعات السعودية

بدعم شخصي من معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمدالفيصل المشرف العام على كليات الشرق العربي ورئيسمجلس الأمناء وعضو مجلس قسم المحاسبة، تأسست سنة١٤٤٤هـ “جائزة أ. د. عبدالله الفيصل للتفوق في المحاسبةلخريجي الجامعات السعودية” المخصصة لتشجيع الطلبةالمتفوقين في تخصص المحاسبة والمراجعة من خريجيالجامعات السعودية وللحاصلين على زمالة الهيئة السعوديةللمراجعين والمحاسبين.

تهدف الجائزة إلى تكريم وتشجيع:

الباحثين المتميزين من خلال اختيار أفضل أطروحة دكتوراهوماجستير في المحاسبة والمراجعة لتنمية المعرفة النظريةوالتطبيقية في تخصص المحاسبة والمراجعة في المملكة العربيةالسعودية.

الطلاب المتميزين من خلال اختيار أميز خريج بكالوريوس فيالمحاسبة والمراجعة لتنمية دراسة تخصص المحاسبة والمراجعةفي المملكة العربية السعودية.

الحاصلين على زمالة الهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبينالمتميزين من خلال اختيار أفضل خريج حاصل على زمالةالهيئة لتنمية الممارسة المهنية في بيئة الاعمال المحاسبية فيالمملكة العربية السعودية.

مجلس إدارة الجائزة

أ.د. محمد بن عبد الله العباس     رئيساً

عضو مجلس الشورى

أ.د. محمد بن سليمان العقيل      عضواً

عضو الهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين

أ.د. عادل عبد الفتاح الميهي      عضواً

عضو هيئة التدريس بكليات الشرق العربي

د. عادل بن ظاهر الرشيدي        عضواً

رئيس قسم المحاسبة بكلية الاقتصاد والإدارة، جامعة القصيم

د. محمد خميس زيتون     عضواً ومقرراً

رئيس قسم المحاسبة بكليات الشرق العربي

أ. جمال بن سمعان العاني        سكرتيراً

مكتب عميد كلية الدراسات العليا