الشمال المغناطيسي يتحرك.. هل تنقلب أقطاب الأرض قريبا؟
يتركب كوكب الأرض من مجموعة من الطبقات التي تشبه طبقات البصلة، لكن على غير الحال في البصلة فإن سُمك طبقات الأرض يتنوع بشكل كبير، فتصل سماكة طبقة القشرة التي نعيش أعلاها إلى 70 كيلومترا في بعض الأماكن، يليها الوشاح بسماكة 2900 كيلومتر، تليه النواة الخارجية وسمكها 2200 كيلومتر، ثم النواة الداخلية وسمكها 1230 إلى 1530 كيلومترا.
والنواة الخارجية للأرض عبارة عن طبقة من الحديد والنيكل المنصهر تحيط بالنواة الداخلية الصلبة، وأثناء دوران الأرض حول نفسها يدور الحديد المنصهر في تلك النواة الخارجية ويتقلب بطريقة تشبه تقلب الماء المغلي، وهذه التقلبات هي المسؤولة عن توليد المجال المغناطيسي للأرض.
لكن المجال المغناطيسي للأرض ديناميكي للغاية، وبسبب تعقّده الشديد وارتباطه بأشياء متقلبة بطبعها فإنه غالبا ما تكون له تقلبات في الشدة والحركة، وهذا هو السبب في حركة أقطاب الأرض المغناطيسية.
ما هو انقلاب أقطاب الأرض؟
والأمر لا يتوقف فقط عند حركة الأقطاب ضمن مئات أو آلاف الكيلومترات، بل شهدت الأرض من قبل انعكاسا شاملا في أقطابها، وكان أول من سجل ملاحظة عن هذا الأمر هو برنارد برونز الجيوفيزيائي الفرنسي في إحدى ورقاته البحثية عام 1906 التي تقول إن بعض الصخور البركانية القديمة كانت مُمغنطة عكس اتجاه المجال المغناطيسي للأرض، بينما من المفترض أن يحدث العكس.
وهذا النوع من الصخور كان منصهرا في البراكين القديمة، وبالتبعية كان من المفترض أن تعمل ذرات الحديد كإبر بوصلات صغيرة وتوجه نفسها ناحية الشمال المغناطيسي للأرض، لكنها فعلت العكس ووجهت نفسها ناحية الجنوب.
وبسبب تلك الملاحظات بات العلماء يعرفون الآن أن المجال المغناطيسي للكوكب كله ينقلب من حين لآخر، وأشارت الدراسات في هذا النطاق إلى أن الانقلاب المغناطيسي للأرض ينعكس على فترات زمنية تتراوح بما بين 100 ألف إلى مليون سنة.
وبفحص السجلات الجيولوجية أصبحنا الآن نعرف أن هذا الانقلاب في الأقطاب المغناطيسية حدث نحو 200 مرة خلال الـ80 مليون سنة السابقة.