“اسم محمد الأكثر شيوعا إذن فالمسلمون قادمون” … خطر الإسلاموفوبيا عندما يبلغ مداه
عمران أوان، هو نائب مدير مركز علم الجريمة التطبيقية في جامعة “برمنغهام سيتي”، شارك في تأليف كتابي: “حراسة الإنترنت من جرائم الكراهية، التهديدات والإرهاب بالشبكة العنكبوتية”، و “التطرف ومكافحة الإرهاب والشرطة.” ما يرد في هذه المقالة لا يعبر سوى عن رأي كاتبها ولا تعكس وجهة نظر CNN.
برمنغهام، بريطانيا (CNN) سواء أصبح محمد الاسم الأكثر شيوعا، أو أن واحدا من كل عشرة في إنجلترا يلد مسلما، أو حقيقة أن”بيتزا هات” باتت تقدم اللحم الحلال، فإنّ قصص المسلمين عادة هي الأكثر سخونة، وفي الواقع، غالبا ما تبرز “الإسلاموفوبيا” من واقع الخوف وأحاسيس طاغية بأن المسلمين يستقطبون وظائفنا، وعقاراتنا وحياتنا، مما يؤدي إلى مجتمع مستقطب وما يسمى صراع حضارات.
من الشائع استخدام اليمين المتطرف لقضايا، مثل اسم محمد، للتحريض على الكراهية ضد المسلمين. ولنأخذ، على سبيل المثال، عنوان صحيفة “ديلي ميل” في يناير/كانون الثاني 2014 “واحد من بين كل عشرة أطفال في بريطانيا هو مسلم.” فقد أظهرت المقالة المنشورة مع صورة لمسلمتين منقبتين” مشاعر العداء المناهضة للمسلمين على الإنترنت وهذا التعقيب مثال على ذلك: ” لا تتفاجأوا.. أعدّوا البرقع قبل فوات الأوان.”…. و” يجب وقف هذا.. هذه دولة مسيحية والتالي سيكون (تطبيق) الشريعة.”
من المهم بمكان تحسين ممارسات وسائل الإعلام ، ومسؤولية الإعلام في تصوير وإعداد تقارير منصفة حول الإسلام والمسلمين البريطانيين، دون تحيز أو تمييز، أو نية للتحريض بقصد إذكاء مشاعر العداء ضدهم. ومن الضروري أن تكون وسائل الإعلام منصة لإعلام أكثر مسؤولية وتناسب وموضوعية، كما يجب على الإعلام إيجاد طريقة أكثر مسؤولية وموضوعية ومتناسبة لإبلاغ القصص.
بل إنّ تلك التقارير ليست معزولة، فصحيفة “الصن” نشرت مقالا عن رمضان Ramadan a ding- dong يعكس وجهة نظر منحازة بغرض تقويض مكانة المسلمين، وتصوير الإسلام في قالب سلبي، ونتيجة لذلك، نرى مسلمي بريطانيا، يعانون كمجموعة نتيجة صحافة رديئة تذكّي جذوة التطرف وجماعات اليمين المتطرفة أمثال “أنجم شودري” و”مسلمون للحروب الصليبية.”
وللأسف فإنّ تقارير مثل هذه ساعدت على خلق أجواء صوّرت المسلمين على أنهم “شياطين” وعلى تحفيز العداء ضدهم. ودعونا لا ننسى قضية عام 2010، عندما قام مجلس بلدي بتغطية نوافذ مسبح عمومي، كتبت صحيفة “ديلي ميل” في عنوانها”” السباحون يغوصون في العتمة بعد أن غطى المجلس نوافذ المسبح لأجل حماية خصوصية النساء مسلمات”، ليعلن المجلس لاحقا أن طلب تغطية النوافذ لم يكن تلبية لطلب الجالية المسلمة وحدها .. نعلم جميعا من دراسات سابقة حول التغطية الإعلامية بشأن المسلمين، تحديدا عقب هجمات 11/9، حتى لو كانت حقائقها المفردة دقيقة، فإنها في كثير من الأحيان تضع، وعلى نحو نمطي، غالبية المسلمين في قالب سلبي للغاية.
وعلى سبيل المثال، فقد خلصت دراسة أعدّها أكاديميون من “جامعة كارديف” إلى أن غالبية التغطية الإعلامية عن المسلمين، بعد 11/9، كانت سلبية، كما خلص البحث إلى كون ما لا يقل عن ثلثي تغطية الصحف عن مسلمي بريطانيا تركزت على قصص الإرهاب، وغالبا ما استخدمت هذه التقارير مصلح “التشدد” و”التطرف” لتصوير المسلمين على نحو سلبي علانية، وهي نتاج تحيز مناهض للإسلام، في الصحافة البريطانية. هذه القصص غالبا ما تستخدم كلمات مثل “التشدد” و “التطرف” لتصوير المسلمين على نحو سلبي بشكل علني، وهي نتاج أحكام متحيزة ضد المسلمين، على نحو أوسع بالصحافة البريطانية. ومن المثير للاهتمام، أن الباحثين استخلصوا أن الصفات المشتركة المستخدمة لوصف المسلمين تشمل عبارات “راديكالي”، “متعصب” و “أصولي”.
لذلك سواء كانت وقائع التقارير غير دقيقة، أو بوصف المسلمين بأنهم تهديد أمني، من الواضح أنّ هناك ردة فعل عنيفة ضد المسلمين، في الشبكة العنبكوتية أو سواها، بتعليقات تهديدية تلهب المشاعر المعادية و تعزز الإسلاموفوبيا.
تم تأطير هذه السلبية في سياق أن المسلمين أناس خطرون، لتؤسس في العقليات مفهوم الـ”هم” ضدنا “نحن”، المدمر جدا لترابط المجتمعات. ولقد حان الوقت لعكس هذا التوجه، وكما اقترح مهدي حسن” معاقبة الإعلام غير النزيه الذي “يشيطن” تغطيته للمسلمين، ربما تعدّ إحدى الوسائل لضمان رؤية تغطية إعلامية متوازنة لا تشوه المسلمين أو ترسم صورة نمطية عنهم.