خوف وزير النقل من الفشل في أول مهمة وزارية له يدفعه لتوجيه إنذار نهائي لمقاول «قطار الحرمين»

شدد المهندس عبد الله المقبل وزير النقل ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية على مقاول قطار الحرمين ضرورة تنفيذ المراحل المتبقية من المشروع، وتقديم خطة عاجلة لتلافي التأخير خلال مدة لا تتجاوز شهرين، معتبرا ذلك إنذارا نهائيا قبل اتخاذ إجراءات جزائية قد تصل إلى سحب المشروع من المقاول.

جاء هذا بعد جولة مفاجئة نفذها الوزير يومي الأربعاء والخميس الماضيين في مواقع مشروع قطار الحرمين السريع، على امتداد المسار بين مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة والمحطات التي يمر بها القطار، واطلع على سير الأعمال الجارية في تلك المواقع.

ودعا الوزير مقاول المشروع إلى تسريع تنفيذ المراحل المتبقية، وتقديم خطة عاجلة لتلافي التأخير خلال مدة لا تتجاوز شهرين، تشمل زيادة المعدات والعمالة، وتوفير كافة المواد اللازمة، وأكد للمقاول أن هذا بمثابة “إنذار نهائي” لتحسين أداء العمل قبل اتخاذ أي إجراءات جزائية.

وتفقد المهندس المقبل الأعمال الجارية في محطة جدة التي هي في مراحلها النهائية، وأكد على المقاول الانتهاء منها وتسليمها فورا، وواصل جولته التفقدية بزيارة مواقع العمل على الجسور الواقعة على شمال محطة على طريق الحرمين وسير العمل فيها، ووجه المقاول إلى الاستعانة بمقاولين مؤهلين في تنفيذ الجسور للإسراع في تنفيذها وتلافي التأخير.

بعدها قام بجولة تفقدية على موقع العمل حتى محطة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، حيث اطلع على المراحل التي تم الانتهاء من تنفيذها في المحطة والمنشآت والمرافق التابعة لها، كما سار المشروع حتى الوصول إلى الورشة التي أنشئت خصيصا لإنتاج متطلبات سكة حديد القطار.

وخلال الجولة اجتمع وزير النقل بالائتلاف الإسباني مقاول المرحلة الثانية، وناقش أسباب تأخر العمل في بعض المواقع الجاهزة للتنفيذ وتأخر توريد المعدات اللازمة والقطارات، ونقل لهم أوامر وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين المشددة على ضرورة بذل كل الجهود ووضع كافة الإمكانات وأقصى الجهود لاستكمال أعمال التنفيذ والانتهاء منها وفق الخطة الزمنية المحددة.

وشدد المهندس المقبل على أهمية الالتزام بإنجاز الأعمال المتأخرة في المشروع وتقديم خطة عاجلة لتجاوز التأخير خلال مدة لا تزيد على شهرين، من ضمنها تعيين مديرين أكفاء ومؤهلين لكافة عناصر المشروع، ووقع أعضاء الائتلاف تعهدات بذلك، مؤكدا في ذات الوقت أنه سيتم تطبيق نصوص العقد بشأن التأخير في التنفيذ.

وتفقد وزير النقل أيضا محطة المدينة المنورة واطلع على الأعمال المنجزة ومباني الخدمات والمرافق التي قطعت مراحل متقدمة في التنفيذ، وتفقد محطة الركاب في مكة المكرمة واطلع على سير العمل والخطة الزمنية المرسومة للتنفيذ ونسب الإنجاز التي تمت حتى الآن.

كما تفقد سير العمل على امتداد مسار الخط الحديدي الذي يجري تنفيذه حاليا من موقع محطة مكة المكرمة وصولا إلى جدة وتفقد الجسور الواقعة على طريق الحرمين.

وفي نهاية الجولة أكد المهندس المقبل أن قطار الحرمين من المشاريع العملاقة التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة المواطنين والمقيمين وقاصدي بيت الله الحرام، ويحظى بدعم واهتمام ومتابعة من القيادة الرشيدة.

يُذكر، أن مشروع القطار سيربط بين المدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، مرورا بمحافظة جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، من خلال خط حديدي مكهرب طوله 450 كيلو مترا لنقل الحجاج والمسافرين والمعتمرين والزوار.

ويتضمن المشروع إنشاء خمس محطات ركاب في وسط مدينة جدة، ومطار الملك عبد العزيز في جدة، وفي مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ.

كما تفقد وزير النقل المهندس عبد الله المقبل عددا من الطرق في مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة، وخلال الجولة التفقدية وجه وزير النقل مديري الطرق في كل من مكة والمدينة بعدد من الملاحظات لمعالجتها ومتابعة المقاولين ورفع تقارير دقيقة عن بعضها ليتم سحبها من المقاولين المتأخرين في التنفيذ.

ورافق وزير النقل في جولاته التفقدية رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس محمد بن خالد السويكت وعدد من المسؤولين في وزارة النقل والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية.