من نام في جدة أصبح أهلاويا !!
أي ليلة كانت، وأي سحر كان، أسأل وأمامي صورة أكبر من التعبير، ففي تلك الأمسية كنت أتعاطى مع الواقع بكثير من الجنون؟
•• كيف لا وكل ما فيها من جمال يندرج تحت عنوان لمدينة، ومدينة عنوانها انتِ غير، فعلا يا جدة كان المساء غير بك وبهم، وقاسم الإبداع أهلي واتحاد واستاد مشع كان في أوج بهائه.
•• من منتصف النهار والجمهور هناك ليحتفل قبل المباراة بساعات، ولا سيما أن ثمة ما ينسيه تعب الانتظار من مطاعم ومحال تجارية باتت تجذب الزوار لقضاء يوم ماتع.
•• داخل الملعب كان الإبهار بعينه؛ نشيد وتيفو وتشجيع معه لا تملك إلا أن تكون جزءا من لعبة فيها الجنون فنون، وفيها لون من التاريخ، وآخر من الحياة، فلمن ننحاز؟
•• بيكاسو أين أنت، اللوحة في المدرجات كانت لك، والشعر لي، وأكرر السؤال: لمن انحاز للوحتك أم للوحة كلنا عشاق لكن..!
•• بدأت المباراة، ونسي فارس عوض أنه معلق، فسلطن بكلام من وحي المشهد، قلت معه: فارس فل في بحر جدة اشراعه دون أن يقول دستور ياالساحل الغربي!
•• ليلة أبت عيت تمر، بل أبد عيت تمر يا فارس، فمن لا ينحاز لذاك الجمال عليه بمغادرة جدة على أول رحلة، فمدينتنا مثل أهلها ووطنها تحب الحياة!
•• بدأ الكر والفر في الملعب بين الاتحاد والأهلي، فهزت الصورة فارس عوض، وقال تحت سطوة الحماس: من نام في جدة ليلة صار جداوي، فقلت لمن حولي: هذه تحديدا من حارة المظلوم، أو من كتب وروايات العمدة الراحل محمد صادق دياب!
•• المباراة في شوطها الأول أرهقتها المدرجات، وفي الشوط الثاني سجل الاتحاد، وتعادل الأهلي، ولولا راية ألغت هدفا ومهاجمون أضاعوا للأهلي فرصا لو سجل بعضها كان حبال فارس عوض الصوتية أبعدته عن التعليق عاما ونيفا!
•• لم أجد مناصا في سهراية الجمعة من السؤال عن عقل صديقي الذي ذهب مع المباراة، ولا أدري عاد له أم أن رياح الخماسين أخذته إلى الربع الخالي!
•• صديقي الذي رسب في امتحان العاطفة ما زال بلغته الركيكة يبرر لفريقه الخنوع، لكن الذي لم يعجبني فيه أن آراءه تقبل القسمة على ثلاثة، وهذه معيبة في الإعلام.
•• جروس يملك أوراقا رابحة مهمة على دكة الاحتياط حينما احتاجها قلب المباراة رأسا على عقب!
•• أخيرا، وليد عبدالله أخذ نقاط الاتحاد وسلمها مع بوكيه ورد للنصر!.