الطائرة الماليزية المفقودة … ابتعلتها أكثر بقعة غموضاً في العالم
لم تكد الرحلة MH 370 وهو رقم رحلة الطائرة الماليزية المفقودة تغيب عن الأذهان حتى تفرض نفسها بقوة على «الأجواء»، ليست الأجواء التي حلقت فوقها بل الأعماق التي احتضنت حطامها، فبعد 5 أشهر تقريبا على اختفائها يبدو أن المكان الذي اختفت فيه الطائرة الماليزية حسب اخر تحليلات المحققين والباحثين عنها ينحصر في أكثر بقعة نائية وغامضة في المحيط الهندي البعيد. وتعد هذه البقعة ليست الأندر في المحيط الهندي فحسب ولكن في كل المسطحات المائية والبقاع الترابية على سطح الكوكب.
حيث رجح الباحثون عن الطائرة حسب تقرير لصحيفة «دايلي ميل» البريطانية أن «تكون الطائرة حطت في بقعة نائية من المحيط الهندي بعد أن تعطلت واستنفدت كل وقودها»، لكن ما من أحد في العالم يتصور ماذا يعني وصف بقعة مائية في أحد أكبر محيطات العالم بالنائية والغامضة. إذ أن هذه البقعة من المحيط الهندي والتي قد تقدر مساحتها بنحو 60 الف كلم متر مربع تعد منطقة جدا غامضة وأعماقها مجهولة وغريبة الأطوار ومحفوفة بالمخاطر، ولا يعرف حتى العلماء ماذا يوجد في قاعها حسب ما نقلت وكالات الأنباء عن تصريح لرئيس مؤسسة المواصلات الاسترالية مارتن دولان.
ويذكر أن أستراليا من بين أكثر الدول النشطة في البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة حيث صرحت حكومتها أنها لن تتخلى عن تحديد مصير تلك الطائرة، وان صح آخر تحليل للشركة المتخصصة في البحث في أعماق المحيط حول سقوط الطائرة في أكثر منطقة مائية نائية فإن تحديد مكانها واستخراج حطامها سيتطلب نحو عام على أقل تقدير اذا أمكن ذلك لكون المنطقة خطرة جدا.
لم يصدق الباحثون عن الطائرة الماليزية في عمق المحيط الهندي أنهم يقتربون من أكثر منطقة نائية فيه أي أنه نادرا ما وصل اليها بشر. وخلال رحلة البحث التي لم يتخيل أهوالها أحد، اكتشف بعض الباحثين عن الطائرة أن البقعة المائية التي يزيد احتمال سقوطها فيها تحتوي في قاعها على أجسام وتضاريس غامضة من بينها براكين ضخمة وجبال ووديان وأشياء أخرى حسب رصد الشركة الهولندية «فيرغو» المكلفة بالبحث في أعماق المحيط.
أستراليا حسب تقرير نشر سابقا على «فيرا غلوبال نيوز» وحسب آخر ما تداولته وكالات الأنباء حول نشاط البحث عن الرحلة MH 370 المفقودة منذ نحو نصف عام كشفت أن «لديها خططا في المستقبل لتعزيز البحث في قاع منطقة نائية في المحيط بمساعدة الشركة الهولندية المتخصصة, حيث ذكر مسؤولون استراليون انهم يشعرون «بتفاؤل حذر» ازاء قدرة شركة «فيرغو» على تحديد مكان حطام الطائرة». اختفاء الرحلة MH370 من على شاشات الرادار منذ أكثر من خمسة أشهر قد ينتهي الى الكشف عن حقائق وتفاصيل مذهلة في اعماق المحيط الهندي رصدت بعضها شركات مختصة، حيث إن رصد شركة «فيرغو» وفق تقرير «فيرا غلوبال نيوز» أشار الى «وجود جيوب من التضاريس تحت الماء يمكن أن تكون خطرة بشكل لا يصدق. وستقوم الشركة باستخدام اثنين من سفنها، مجهزة بالسونار لمسح قاع المنطقة النائية، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم استخدام كاميرات فيديو ومسبار صدى لتتبع احداثيات قاع المحيط. يذكر ان بعض أعماق المحيطات مثل المحيط الهندي تتجاوز 16 ألف قدم أي نحو 5 كيلومترات الى 7 كيلومترات تحت الماء».
وباعتبار أن المنطقة الغامضة في المحيط الهندي والمرجح سقوط الطائرة الماليزية في بقعة فيها قريبة من القارة الأسترالية، فإن تقريرا تفصيليا لصحيفة «وول ستريت جورنال» في اغسطس الجاري ذكر معلومات مهمة جدا لعل اهمها ما ذكره التقرير من أن «المسؤولين الأستراليين بحكم خبرتهم بالمنطقة المائية المرجح تحطم الطائرة الماليزية بها لا يعرفون على الأرجح وهم الأكثر خبرة بالمنطقة خريطة أعماق المحيط الهندي».
ونقلا عن الصحيفة فإن «مسؤولين استراليين اعترفوا أن خريطة أعماق المحيط الهندي غير معروفة بقدر معرفتهم لسطح القمر».
وأضاف التقرير أن «خرائط كوكبي المريخ والزهرة هي أكثر دقة بنحو 250 مرة من الخرائط الموجودة عن المحيط الهندي حيث يعتقد المحققون أن الرحلة 370 وقعت في منطقة نائية فيه ويصف الباحثون ان البقعة المحتملة تعد البقعة الأكثر «قتامة» في المحيط حيث يمكن ان تكون الطائرة قابعة في قاعه بلا حراك تقريبا».
وذكر تقرير «وول ستريت جورنال» ان هناك «معالم مذهلة قد تكون في قاع المحيط حيث تشير الأبحاث إلى وجود هضاب وجبال بركانية يضاهي ارتفاعها نحو ذروة جبال الألب السويسرية، كما يرجح ان هناك بكتيريا صغيرة في المحيط يعتقد العلماء انها من نتاج تحلل جثث الحوت الذي تستغرق عقودا لتتحلل».
وحسب موقع صحيفة «ميرور» البريطانية فان هناك الى جانب الاحتمال القوي لسقوط الطائرة الماليزية في اندر بقعة مائية في المحيط «هناك 19 نظرية مؤامرة قد تبرر اختفاء الرحلة MH370 الى الأبد».
ومن بين نظريات المؤامرة التي عرضتها الصحيفة البريطانية «احتمال اسقاط الطائرة الماليزية عبر الخطأ في عمليات مناورات صاروخية كجزء من التدريبات الأميركية التايلندية، وتم التكتم على ذلك، وذكرت الصحيفة انه كانت هناك «تدريبات بالذخيرة الحية في الفترة نفسها التي صادفت رحلة MH370.
لكن هذه النظرية قد تصطدم بالكثير من التشكيكات حول عدم ملاحظة اي من حطام الطائرة بوينغ 777 في اماكن قريبة من التدريبات المحتملة او عدم رصد اي من الجثث التي طفت على السطح على سبيل المثال. كما رجحت الصحيفة وجود مؤامرة أخرى وراءها ارهابيون في افغانستان يحتمل انهم قد حولوا الطائرة الى اراضٍ افغانية وخبأوا الطائرة او فجروها بركابها واخفوا الحطام. إلا أن اخر ما ترشح من احتمالات جديدة حول ظروف اختفاء الطائرة الماليزية المفقودة نشر في كتاب لمحققين في حوادث الطيران يدعيان ايوان ويلسون وجيوف تايلور بعنوان «تصبحين على خير يا رحلة ماليزيا 370». وأهم المعلومات الجديدة التي تضمنتها تحليلات خبراء كوارث الطيران هي اعتقادهم الجازم ان كل ركاب رحلة MH370 قد ماتوا قبل ساعات من ارتطام الطائرة في بقعة في جنوب المحيط الهندي اي انهم قد ماتوا في السماء وليس بسبب الارتطام بالمحيط. ورجح المحللان ان «الركاب جميعا قد ماتوا اختناقا بسبب حرمانهم من الأكسجين، معتقدين ان يكون قائد الطائرة قد أوقف «عمدا» ضخ الأكسجين، كما يعتقد ويلسون في كتابه ان «السيناريو المرجح» أن يكون قائد الطائرة ومساعده حاولا تخفيض الضغط في مقصورة الطائرة، ما أدى إلى حرمان الركاب من الأكسجين، كما أن أقنعة الهواء التي تسقط عادة اذا انقطع الأكسجين في الطائرة لا تدوم إلا لمدة 20 دقيقة فقط». وذكر الكتاب ان ركاب الرحلة المنكوبة التي كانوا على متن الطائرة الماليزية المفقودة الى اليوم قد يكونون فقدوا وعيهم من نقص الأكسجين قبل ان يستسلموا نهائيا الى الموت».
وقد افترض مكتب سلامة النقل الأسترالي النظرية نفسها لموت الركاب من قبل بضعة أشهر، الا انه ما من تعليق رسمي حديث من السلطات الماليزية حول الموضوع ما دفع حسب ترجيحات محللين الى قيام بعض «الهاكرز» الصينيين المجهولين الى اختراق نحو ثلاثة عشر جهاز كمبيوتر تابع لمسؤولين في شركة الخطوط الجوية الماليزية، ويبدو ان صبر الصينيين قد نفد في انتظار معرفة مصير اختفاء الطائرة، حيث نقلت تقارير أن هناك إحباطا في أوساط عائلات الركاب المفقودين في الرحلة المنكوبة.
ورحج تقرير لقناة «روسيا اليوم» على موقعها ان يكون «الاختراق يتعلق باختفاء الطائرة، حيث كان هناك نحو 153 من الرعايا الصينيين كانوا على متن الرحلة MH370.
وذكرت التقارير ان يكون هجوم القراصنة الصينيين هدفه سرقة معلومات سرية حساسة لمسؤولين ماليزيين مشاركين في التحقيق في اختفاء الطائرة المفقودة.