محافظ منفتح على الغرب وطيار متشدد حيال إيران.. هذان هما سلمان ومقرن
يجلس على عرش السعودية بدءا من اليوم الجمعة ملك يصفه مراقبون بأنه محافظ وفي نفس الوقت منفتح على الغرب، أما ولي العهد فمعروف عنه ثقافته الواسعة، ويصنف أحد الصقور فيما يتعلق بالسياسة الخارجية تجاه، الجار اللدود، إيران.
من يكون الملك الجديد وولي عهده؟
سلمان بن عبد العزيز آل سعود (80 عاما)
سلمان هو واحد من “السديريين السبعة” وهو اسم يطلق على سبعة من أبناء الملك عبد العزيز بن سعود من زوجته حصة بنت أحمد السديري.
ولد في عائلة تضم ما يزيد على 30 من الأخوة غير الأشقاء، الملك فهد والأمير سلطان والأمير نايف (اللذان تعاقبا على ولاية العهد) والأمير أحمد.
ولد سلمان في العام 1935 في الرياض، التي كانت آنذاك واحة من البيوت المبنية بالطوب واللبن في عمق المملكة الجديدة، ولم يكن النفط اكتشف فيها بعد، والتي كانت تعتمد في دخلها على الحج وزراعة التمور وتربية الإبل.
وأصبح ابنه الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي حيث سافر إلى الفضاء على متن مكوك الفضاء الأميركي ديسكفري عام 1985.
ثالث أبرز أعضاء أسرة آل سعود
ينظر إلى سلمان الذي شغل منصب أمير الرياض لنحو خمسة عقود على أنه ثالث أبرز أعضاء أسرة آل سعود الحاكمة.
وقبل اعتلائه العرش، كان يوصف بأنه شخصية لها حضور قوي، ويسيطر على واحدة من أكبر المجموعات الإعلامية في العالم العربي. وهو يفضل تبني نهج متزن للإصلاح الاجتماعي والثقافي.
شخصية مألوفة
وبحسب تحليل إخباري سابق لرويترز، فإن الملك الجديد هو شخصية مألوفة للولايات المتحدة، إذ ترتاح واشنطن للتعامل معه، وقد اجتمع بالرئيس باراك أوباما من قبل.
ويرى سفير الولايات المتحدة السابق لدى الرياض روبرت جوردان أنه قادر على تحقيق توازن دقيق لدفع المجتمع للأمام “بينما يحترم تقاليده وأساليبه المحافظة”.
تولى الأمير سلمان وزارة الدفاع بعد أن ظل حاكما للرياض لما يقرب من 50 عاما.
ترأس الوزارة التي عملت على تحويل القوات المسلحة السعودية إلى واحدة من أفضل الجيوش عتادا في الشرق الأوسط وتقوية العلاقات مع حلفاء مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
رجل محافظ
سلمان هو أحد أفراد الحلقة الضيقة التي تتمتع بنفوذ قوي في الأسرة السعودية الحاكمة .
ويعرف عن سلمان في الأسرة السعودية الحاكمة بأنه ورع ولكن منفتح على الخارج نسبيا.
وبرأي الصحافي السعودي خالد المعينا فإن سلمان “ليس مسرفا سواء في حياته الشخصية أو على المستوى المهني”.
وتابع قائلا “ليس مبذرا ويتأكد من أن الأموال العامة تنفق بشكل جيد على المشروعات إذا ذهبت إلى مكتبه ستجده هناك كل صباح يجتمع مع الناس”.
وقال للسفير، من جانبه، إن حل الصراع العربي الإسرائيلي ضروري للاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال مصدر مقرب من الأسرة السعودية الحاكمة لرويترز “إنه متزن في حياته الشخصية ومعتدل في السياسة ولا يمكن وصفه بأنه ليبرالي لأنه يتمسك بالقيم المحافظة”.
وأضاف المصدر “أفضل كلمات يمكن أن تصفه هي أنه شخصية متوازنة للغاية ومعتدلة للغاية”.
والأمير سلمان بلحيته التي تعد أكثر ما يميزه هو الأقرب شبها بوالده الملك عبد العزيز بن سعود من باقي إخوته.
مقرن بن عبد العزيز آل سعود (70 عاما)
كان العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز قد عين العام الماضي مقرن، وهو أخوه غير الشقيق، “وليا لولي للعهد” و”وليا للعهد في حال خلو منصب ولي العهد أو منصبي الملك وولي العهد”.
ويقول دبلوماسيون إن الأمير مقرن أصغر أبناء مؤسس السعودية دمث الأخلاق وتلقى في شبابه تدريبا في بريطانيا على قيادة الطائرات المقاتلة، وهو صديق مقرب لابن أخيه الأمير بندر بن سلطان الذي خدم معه في الجيش.
تعهد مقرن المولود عام 1945 بمواصلة نهج الإصلاح الاقتصادي الاجتماعي الحذر الذي بدأه الملك عبد الله.
متشدد تجاه إيران
ويعد ولي العهد متشددا إزاء إيران، وهو أمر ليس مفاجئا لأحد أفراد الأسرة السعودية الحاكمة التي ترى أنها منخرطة في صراع إقليمي مع طهران. وهو مؤيد لفرض عقوبات أشد بكثير على إيران.
وفي شباط/فبراير 2013، عين نائبا ثانيا لرئيس الوزراء السعودي ، وهو منصب جرت العادة بشكل غير رسمي على اعتبار من يشغله المرشح التالي للصعود إلى موقع ولاية العهد.
حظي بثقة الملك
وحظي الأمير مقرن بثقة الملك عبد الله الذي كلفه بقيادة الجهود السعودية لحل الصراعات في أفغانستان وباكستان وأرسله لبناء علاقات مع سورية.
وتدرب الأمير مقرن وتخرج في الأكاديمية الملكية البريطانية لسلاح الجو وهو طيار حربي سابق، وكان أميرا لمنطقة حائل لما يقرب من 20 عاما قبل تعيينه أميرا للمدينة المنورة في عام 1999.
وقال الصحافي السعودي فهد عامر الأحمدي لتلفزيون العربية إن الأمير يتحدث عدة لغات وذو عقلية منفتحة.وقد حضر اجتماعات رفيعة المستوى بين الملك عبد الله وكبار الزعماء الأجانب الذين يزورون المملكة ما يشير إلى أنه أحد أفراد الحلقة الداخلية الضيقة في الأسرة السعودية الحاكمة التي تحدد السياسة الخارجية.
ويقول بعض المقربين من الأسرة السعودية إن الأمير مقرن هو الذي أعاد الأمير بندر للمواقع العليا في الحكومة بعد أن اختفى لسنوات من الحياة العامة.
وأشارت برقية أميركية في عام 2009 إلى أن الأمير مقرن منخرط بشدة على ما يبدو في التعاملات السعودية مع اليمن وأن “من المرجح لديه اعتبارات شخصية ومهنية لعمل ذلك” في إشارة لأصول والدته.
المصدر: وكالات