تقاريرمحليات

محلل أمريكي لـCNN: منصب محمد بن نايف أهم تغيير بالسعودية ومعظم السعوديين محافظون أكثر من العائلة المالكة

– قال بيتر بيرغن، محلل الشؤون الأمنية لدى CNN إن قرار أوباما السفر بنفسه إلى السعودية عوض إرسال نائبه جو بايدن للتعزية بالملك الراحل وتهنئة الملك الجديد قرار “جيد جدا”، معتبرا أن قرار تعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد هو الأهم في كل ما جرى باعتبار أنه يفتح الباب أمام وصول جيل جديد للسلطة.

وقال بيرغن، في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول توجه أوباما إلى المملكة: “السعودية، ومنذ لقاء الرئيس الراحل روزفلت بالملك المؤسس عبدالعزيز، بنهاية الحرب العالمية الثانية، هي من أقرب الحلفاء إلينا في الشرق الأوسط.”

وتابع بالقول: “لقد حصلت بعد الاختلافات في وجهات النظر حول قضايا معينة، فقد كانت السعودية قلقة بسبب مفاوضات أمريكا مع إيران، والتي تعارضها المملكة بشدة لأنها قلقة من احتمال أن يوفر ذلك لإيران فرصة الحصول على قدرات نووية.”

وحول نقاط الاختلاف تلك واصل بيرغن قائلا: “الملك عبدالله لم يكن مسرورا لأننا ضغطنا على الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، من أجل مغادرة السلطة، كما أن لديهم حالة من الامتعاض بسبب الجمود في مسار المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبالتالي فهناك الكثير من الأمور التي يمكن بحثها بين البلدين، وكان من المناسب تماما أن يقوم الرئيس أوباما بنفسه بزيارة الملك الجديد.”

وأضاف: “ولكن الأمر اللافت هنا هو اختيارهم لأول مرة أحد أحفاد الملك عبدالعزيز من أجل تولي المنصب الثالث في الحكم، وهو ولي ولي العهد، أعني به الأمير محمد بن نايف، فهو من الجيل الثاني ولا يزيد عمره عن 55 سنة، وهو معروف بأنه شخصية تعاونت لفترة طويلة مع الولايات المتحدة بقضايا مكافحة الإرهاب، ولا بد لأوباما من زيارة الرياض للإشادة بهذا القرار.”

وعن الأصوات التي تتهم الأمير محمد بن نايف بممارسة القمع في الداخل السعودي رد بيرغن بالقول: “علينا تذكر أن تنظيم القاعدة شن خلال الفترة ما بين 2003 و2004 ما يشبه التمرد المسلح في المملكة، وهاجموا مرافق أمريكية ومنشآت نفطية وخطوط لنقل البترول، وقد كان دور الأمير محمد بن نايف حاسما في إنهاء ذلك التمرد، حتى أن القاعدة انسحبت إلى اليمن لعجزها عن البقاء بالسعودية.”

وختم بالقول: “لقد حاول الملك عبدالله القيام ببعض الخطوات الإصلاحية، ولكنها كانت خطوات صغيرة ومحمودة، وعلينا التذكر أن السعودية دولة محافظة، بل إن الكثير من السكان لديهم أفكار محافظة أكثر من العائلة المالكة.”

من جانبه قال  جيمس سميث، السفير الأمريكي الأسبق في السعودية، إن التحول نحو الديمقراطية في المملكة لن يكون بالطريقة التي يتصورها الغرب، خاصة وأن المجتمع السعودية له خصائص محددة، مثل الطابع القبلي، مضيفا أن الملك سلمان لديه برنامج إصلاحي سيسير عليه مستكملا الحركة الإصلاحية التي انطلقت سابقا، مرجحا تمتعه بصحة جيدة.

وقال سميث، ردا على سؤال حول السن المتقدم للملك سلمان: “الملك الجديد يبلغ من العمر 79 سنة، ولكن عند التحدث عن السن هنا فعلينا أن نتذكر أن الثقافة المشرقية تحترم كبار السن وترى فيهم الحكمة، وقد كان سلمان أميرا للرياض.”

وأضاف: “يُعرف عن الأمير سلمان بأنه أحد الأشخاص الذين يعملون بكد داخل الحكومة، وقد واصل هذا الأداء خلال توليه حقيبة وزارة الدفاع وولاية العهد، ولذلك لا أظن أن سنه يمثل عقبة هنا، فهو يبدو بصحة جيدة وهو يحيط نفسه بفريق عمل شاب قادرة على تنفيذ أوامره، وبالتالي أعتقد أننا أمام تغيير إيجابي هنا.”

وحول الهوية الإصلاحية للملك وإمكانية حصول تغييرات على صعيد قضايا حقوق الإنسان المثيرة للجدل في السعودية رد سميث بالقول: “البعض يعتقد أن الملك يمكنه القيام بكل ما يرغب به باعتبار أن السعودية تقوم على نظام الملكية المطلقة، ولكن في الواقع لدى الملك السعودي الكثير من الأمور التي عليه التعامل معها وقد تقيده، فنصف الشعب محافظ بشدة، والنصف الآخر يبحث عن التطوير.”

وتابع بالقول: “لقد حاول الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وضع أسس لتطوير النظام القضائي عام 2007، ولكن مبادرته لم يكتف لها النجاح الفعلي، وإذا ما تمكن الملك سلمان من إجراء هذه التغييرات فستسير الأمور بطريقة مختلفة في المملكة، وأنا أظن أن قرار تحديث المملكة موجود بالفعل، والملك سلمان سيواصل السير به.”

وحول إمكانية رؤية مسار إصلاحي يوصل السعودية إلى الديمقراطية، وما إذا كان السعوديون أصلا يطالبون بنظام ديمقراطي رد سميث بالقول: “السعوديون يرغبون في أن تكون لديهم حكومة قادرة على الاستجابة لمطالبهم، شكل الحكومة بالنسبة لهم ليس مهما بقدر أهمية الاستقرار وتلبية الاحتياجات، وإذا ما نظرنا إلى صلب الأشياء التي كانت الشعوب العربية تطالب بها خلال الربيع العربي فسنرى أنها تتمحور حول الإسكان والتوظيف ومكافحة الفساد ووقف القمع الأمني.”

وختم بالقول: “لا أظن أنه سيكون هناك سير باتجاه الديمقراطية الغربية في المستقبل القريب، ففي المجتمعات التي تقوم على النظام القبلي لا تعمل الديمقراطية بالطريقة التي نفهمها نحن في أمريكا.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button