محليات

قصة كفاح مبتعث غاب عن أهله أكثر من 8 سنوات

غادر أحمد الجريد السعودية في عام 2006 م لدراسة تخصص البكالوريوس في الحاسب الآلي، في الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن برنامج الابتعاث الحكومي، ولكن أحمد لم يعد إلى السعودية إلا قبل أيام من عام 2015 م، ومكث 8 سنوات وثلاثة أشهر، رغم انتهاء تأشيرة الدخول إلى الأراضي الأمريكية، التي كانت لمدة سنة واحدة فقط.
“العربية.نت” تواصلت مع المبتعث أحمد الجريد لمعرفة تفاصيل قصته التي امتدت لأكثر من 8 سنوات، حيث قال: “حصلت على بعثة حكومية في عام 2006م، وأكملت إجراء الابتعاث باستخراج التأشيرة، والتي صدرت لسنة واحدة، وصلت إلى الولايات المتحدة وأكملت عامين دراسيين هناك، وخلال الإجازة فكرت في العودة إلى السعودية، من أجل أن أزور أهلي، ولكن حدث أن اثنين من الطلاب الذين كانوا يدرسون معي، تم رفض تجديد التأشيرات لهما، على الرغم أن أحدهما هو في الأساس مبتعث تم اختياره من قبل برنامج ابتعاث أمريكي حكومي، لذلك خشيت أن أغادر أمريكا، ولا يتم منحي تأشيرة جديدة لإكمال البكالوريوس، لذلك اتصلت بوالدي ووالدتي، وأخبرتهم بالأمر، وشجعوني على إكمال الدراسة وعدم العودة، حتى لا أخسر حلمي في الدراسة لا قدر الله.

ويواصل الجريد حديثه “عندما أنهيت البكالوريوس، تقدمت بطلب لدراسة الماجستير، وكنت أنتظر الموافقة على الدراسة، ولكن في أي حال الدراسة لن تبدأ إلا بعد 8 أشهر، وهذا يعني أن أغادر أمريكا، لأن النظام لا يسمح لي بالإقامة والتأشيرة منتهية، وأنا لا أدرس، إلا لمدة 60 يوما فقط، لذلك قررت أن أعود إلى السعودية، من أجل أن أرى أهلي، وأعود بعد ذلك إلى أمريكا لاستكمال دراسة الماجستير، ولكن بعد مكالمة والدي لإخباره أني سوف أعود للسعودية، أخبرني أن الحصول على تأشيرة في الوقت الحالي يستغرق وقتاً طويلاً قد يمتد إلى أكثر من ستة أشهر، وذلك بعد حادثة تفجير سباق المراثون بولاية “بوسطن”، لذلك حاولت أن أستمر بالجلوس في أمريكا، ولكن بطريقة نظامية، لذلك تقدمت بطلب الحصول على بطاقة متدرب من أجل أن يسمح لي بالمكوث بشكل قانوني في أمريكا، وهذه البطاقة تتيح لي العمل لمدة 29 شهرا، كما أنها تسمح لي بالبحث عن العمل لمدة 90 يوما، فاستطعت بذلك الحصول على 5 أشهر إقامة بشكل قانوني، وخلال الخمسة أشهر صدرت الموافقة على دراسة الماجستير، وهذا يمنحني أربعة أشهر من أجل الانتقال من مرحلة دراسية إلى مرحلة دراسية أخرى، والحمد لله بذلك استطعت التغلب على هذه المشكلة.

كما أضاف: “والحمد لله عدت اليوم وأنا أحمل شهادة البكالوريوس في أنظمة المعلومات – تخصص تصوير فوتوغرافي، من جامعة ميزوري – سانت لويس، بولاية ميزوري، وكذلك حصلت على ماجستير في أمن المعلومات، بالإضافة إلى ماجستير في ذكاء الأعمال، من جامعة روبرت موريس، بولاية بنسلفينيا”.

وأضاف “كما أنني كنت أعزم على موصلة الدراسة، من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه، ولكن أتتني عروض وظيفية مغرية حالياً، لذلك فضلت العودة إلى الوطن والأهل، والعمل في السعودية، بعد هذه الغربة الطويلة” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى