ضربة قاضية لإيران.. هل يبحث نتانياهو عن موافقة ترامب؟

زيارة بنيامين نتانياهو إلى واشنطن، الثلاثاء، تحمل رمزية خاصة، فهو أول زعيم أجنبي يزور دونالد ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض.
تتوافق وجهات نظر الزعيمين تقريبا بشأن إيران.
في واشنطن تبرز تساؤلات عما إذا كانت إسرائيل تنوي توجيه ضربة إلى منشآت إيران النووية، وعما إذا كان ترامب سيعطي نتانياهو الضوء الأخضر لشن مثل هذا الهجوم.
وتتعزز التكهنات خصوصا أن الزعيمين تجمعهما علاقة جيدة.
وبعد وقت قصير من توليه منصبه لولاية ثانية، وافق ترامب على شحنة من القنابل الثقيلة تزن كل منها نحو 900 كيلوغرام لإسرائيل، أوقفتها إدارة جو بايدن.
مفاوضات المرحلة الثانية من هدنة غزة على طاولة مباحثات نتانياهو ومبعوث ترامب
يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الإثنين، مباحثات مع مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في واشنطن، حول مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، قبل أن يقرر إرسال وفد التفاوض لبدء المحادثات مع الوسطاء.
وأعلنت إسرائيل وحماس التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، قال ترامب إنه سعى إلى تحقيقه.
وقبل صعوده الطائرة متوجها إلى واشنطن، أكد نتانياهو على أهمية اللقاء قائلا إنه “مهم للغاية. وحقيقة أن هذا سيكون أول اجتماع له مع زعيم أجنبي منذ تنصيبه له أهمية كبيرة بالنسبة لدولة إسرائيل”.
وقال مسؤول أميركي الجمعة “يعكس (اللقاء) قوة التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويسلط الضوء على عمق الأواصر بيننا، وهي أواصر أسفرت بالفعل عن إنجازات عظيمة لإسرائيل والمنطقة، بما في ذلك اتفاقيات السلام التاريخية بين إسرائيل و4 دول عربية”.
واستبق نتانياهو الزيارة أيضا اللقاء بالتأكيد على أن المحور الإيراني “يهدد السلام في إسرائيل والشرق الأوسط والعالم بأسره”.
ترامب، من جانبه، رفض الإجابة عن سؤال صحفي بشأن توجيه ضربة لإيران قبل نحو أسبوعين، مكتفيا بالقول “الشخص الغبي فقط هو الذي يجيب” على سؤال يتعلق بالاستراتيجيات العسكرية.
تصريحات تفتح باب التكهنات
أما السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، داني دانون، فلم يستبعد مناقشة الأمر، خلال الاجتماع، مشيرا إلى تصريحات ترامب “أننا إنه لن يسمح لإيران بأن تصبح قوة نووية”.
وقال السفير في مقابلة مع “الإذاعة الأميركية العامة” إن هناك اتفاقا “بالتأكيد” على عدم السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية. نحن نعلم أنهم انتهكوا جميع الاتفاقات، وخدعوا المجتمع الدولي، كما أنهم ينفقون المليارات على وكلائهم”.
وأضاف “كل المشاكل التي نواجهها اليوم، سواء في لبنان أو سوريا أو غزة أو اليمن، تأتي كلها من إيران… الأموال التي ينفقونها منذ سنوات على الأسلحة والتدريب، لذلك، أعتقد أن هذا سيكون أول موضوع للمناقشة، وهناك طرق مختلفة للتعامل مع التهديد الإيراني”.
لكن “إيران وجهت بالفعل ضربات قرية لحلفاء طهران في المنطقة جعلتها في موقف دفاعي، فلماذا الحاجة لضربات ضد إيران؟”
يجيب السفير في المقابلة عن هذا السؤال مؤكدا أن إسرائيل “لا تريد الانتظار إلى اليوم الذي نكتشف فيه أن إيران قوة نووية”.
ويذكر بما حدث مع كوريا الشمالية “عندما انتظر الغرب فترة طويلة جدا”، وكانت النتيجة أنها باتت قوة نووية.
ويقول إن إيران استخدمت صواريخ الباليستية بالفعل في هجومها على إسرائيل “وهذا يظهر حقيقة نواياهم”
ويدعو إلى “تخيل ما سيحصل إذا حصلوا بالفعل على القدرات النووية وتمكنوا بالفعل من وضعها على الصواريخ الباليستية”.
“لذا لا يمكننا الانتظار لفترة طويلة”.
“اعتماد” و”مدينة صواريخ” تحت الأرض.. ماذا تريد إيران؟
تكشف التطورات الأخيرة في إيران عن خطوات متسارعة نحو تطوير قدراتها الصاروخية في أعقاب المواجهة العسكرية مع إسرائيل وعودة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الرئاسة في الولايات المتحدة.
“هل هذا يعني توجيه ضربات عسكرية نحو المنشآت النووية؟” يسأل المحاور.
ويجيب الضيف قائلا “يجب مناقشة جميع الخيارات. يجب أن تكون جميع الخيارات على الطاولة. يجب أن يكون الهدف ألا تكون ايران نووية”.
ويؤكد أن هذا ليس فقط مطلب إسرائيل، قائلا إن ترامب “سيسمع هذا الطلب أيضا من العديد من القادة الذين سيأتون لرؤيته من الشرق الأوسط”.
قرار قبل موعد تسليم
ما يساعد أيضا إسرائيل في مساعي توجيه ضربة محتملة على إيران أنه من المقرر هذا العام أن تتسلم أربع طائرات أميركية طراز KC-46 المخصصة للتزود بالوقود جوا والنقل الاستراتيجي.
منذ عام 2019، سلمت الشركة المنتجة بوينغ 89 طائرة من ذلك الطراز للقوات الجوية الأميركية، وأربع طائرات لقوات الدفاع الجوي اليابانية.
وفي عام 2020، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على بيع محتمل لإسرائيل لثمانية من طائرات بوينغ ومعدات متصلة بها بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 2.4 مليار دولار.
وفي سبتمبر 2024، أعلنت بوينغ والحكومة الإسرائيلية عن صفقة لشراء أربع طائرات KC-46A لصالح الجيش الإسرائيلي، في صفقة بقيمة 927 مليون دولار.
ويفترض أن تتسلم إسرائيل الطائرات في عام 2025، لتحل محل طائرات بوينغ 707 التي تستخدمها إسرائيل حاليا للتزود بالوقود في الجو.
في ذلك الوقت، أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي حينها، بيني غانتس، بموافقة البنتاغون السريعة وقال إن هذه الطائرات “ستمكن جيش الدفاع الإسرائيلي من مواجهة التحديات الأمنية القريبة والبعيدة”.
وبعد هذه الصفقة، تعززت فكرة أن تشن إسرائيل هجوما على على المنشآت النووية الإيرانية.
كانت إسرائيل رحبت بقوة بانسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الذي ترى أنه غير كاف لمنعها من امتلاك قنبلة نووية، ولم تقتنع بمفاوضات إحياء الاتفاق أثناء ولاية بايدن، وهددت مرارا بشن ضربة وقائية.
ومع ذلك، كانت هناك شكوك في قدرتها على ذلك بالنظر إلى أن المواقع النووية الإيرانية بعيدة للغاية عنها ومتفرقة وتتوفر لها الحماية الي تجعل من الصعب على إسرائيل إحداث ضرر دائم بها.
وقد تشجع الطائرات الجديدة التي سوف تحصل عليها إسرائيل على القيام بهذه الخطوة.
وتقول بوينغ إن KC-46A مزودة بعدة طبقات تعزز من قدرات الدفاع واكتشاف التهديدات وتجنبها، فضلا عن توفير الوقود “في جميع المسافات”.
طائرات بسلاح الجو الأميركي من طراز kc-46A
أما بوينغ 707 التي ستحل الطائرات الجديدة محلها فعمرها أكثر من 45 عاما، وقطع غيارها غير متوافرة.
وكتبت مجلة القوات الجوية الإسرائيلية في مارس 2021 إن طائرات KC-46A ستكون قادرة على حمل حوالي 30 في المئة من كمية الوقود الحالية مع استهلاك أقل بنسبة 30 في المئة. ونقلت المجلة عن رائد في القوات الجوية الإسرائيلية قوله: “هذا (سيمكننا) من تعزيز نطاقات رحلاتنا بشكل كبير”.
يمكن لهذه الطائرة تزويد الطائرات الأخرى بالوقود أثناء تزودها هي بالوقود في نفس الوقت بواسطة طائرة KC-46 أخرى، وهي ميزة غير متوافرة في بوينغ 707. وهذا من الناحية النظرية يجعل “نطاقها يمتد إلى ما لا نهاية”.